رفعت مفوضية الاتحاد الأوروبي توقعاتها للنمو لعام 2023 من 0.3٪ إلى 0.9٪ حيث أظهرت البيانات أن اقتصاد منطقة اليورو نما بنسبة 0.1٪ في الربع الرابع، والذي كان أفضل قليلاً من الانخفاض الذي كان متوقع بنسبة 0.1٪.
ساعد الشتاء المعتدل نسبيًا في الحد من ارتفاع الطلب على الغاز مما أبقى على سعره منخفض والذي أنعكس بشكل إيجابي بتفادي التضخم الناتج من ارتفاع في أسعار الطاقة الذي كان متوقعاً قبل فترة الشتاء نتيجة انقطاع الغاز الروسي عن أوربا. ساعد ذلك في تخفيف الضغط على المستهلكين اللذين وجهوا إنفاقهم إلى قطاعات أخرى في الاقتصاد. في غضون ذلك، أظهرت أرباح الشركات التي تم الإفصاح عنها حتى الآن للربع الرابع أفضل بشكل عام من المتوقع ومن المتوقع أن يكون قد ارتفع بنسبة 11.4٪ على أساس سنوي وفقًا لـمؤسسة ريفينيتف Refinitiv للبيانات المالية.
من جهة البنوك المركزية، لا تزال أسعار الفائدة في أوروبا والمملكة المتحدة أقل من سعر الفائدة مقارنة بالولايات المتحدة. قالت محافظ البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد يوم الأربعاء إن البنك يعتزم رفع سعر الفائدة على الودائع (حاليًا عند 2.5٪) بنسبة 0.5٪ أخرى في مارس. أشارت لاجارد إلى أن الضغوط التضخمية الأساسية لا تزال قائمة على الرغم من انخفاض أسعار الطاقة. قال مسؤول آخر في البنك المركزي الأوروبي إن المعدل قد يرتفع إلى 3.5٪ ومن المرجح أن يظل هناك لبعض الوقت.
وسيعمل البنك المركزي الأوروبي أيضًا على تسريع برنامج تخفيض ميزانيته العمومية والذي سيزيل السيولة من النظام المالي ويمكن أن يؤدي إلى طرح وإصدار سندات بشكل أكبر وذلك بدوره يضع ضغطًا تصاعديًا على عوائد السندات التي بدورها تحدد الفائدة على تكلفة المال مثل الفائدة على القروض العقارية وبطاقات الائتمان.
كانت البيانات الواردة من المملكة المتحدة أيضًا أفضل مما كان متوقعًا’ حيث نما الاقتصاد – بالكاد – خلال الربع الرابع بنسبة 0.1٪ بعد الانكماش بنسبة 0.7٪ خلال الربع الثالث، وانخفض التضخم أكثر من المتوقع في يناير ، لكنه لا يزال أعلى بقليل من 10٪.
بالرغم من مجيء البيانات أفضل من المتوقع، لا يزال احتمال دخول المملكة المتحدة في حالة ركود خلال النصف الأول من هذا العام بحسب صندوق النقد الدولي، حيث تعد المملكة المتحدة الاقتصاد الوحيد بين مجموعة السبع الذي يتوقع الصندوق انكماشه في عام 2023.
شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الأسهم الأوروبية تدفقات استثمارية ب 7.1 مليار دولار منذ بداية 2023، مقارنة بـ 1.7 مليار دولار من التدفقات الخارجة من صناديق الأسهم الأمريكية. تدفق السيولة الاستثمارية قد يكون مؤشراً لزيادة رغبة المستثمرين حول العالم في الاستثمار في أوربا وحتى في الأسواق الناشئة، مثل الصين، حيث القاسم المشترك بينهم هو التقييمات الأقل من تلك في السوق الأمريكي، وذلك ينطبق على أوروبا.
التوقعات الاقتصادية لأوروبا أفضل مما كانت عليه قبل بضعة أشهر مدفوعة في المقام الأول بتفادي, حتى الآن, تضخم ناتج عن ارتفاع أسعار الطاقة. لكن علينا أن نتذكر أن بالمقابل هناك أخطار مثل التضخم الذي لا يزال مرتفعا، ومعدلات الفائدة الآخذة في الارتفاع واستمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا.