سيكون هذا الأسبوع حافلًا نسبيًا بإصدارات البيانات الاقتصادية، مع صدور العديد من التقارير المهمة. وبالنظر إلى خطاب جيروم باول الأخير، فإن متابعة التقارير الاقتصادية الواردة لا تقل أهمية عن أي وقت مضى.
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي إن صناع السياسة ما زالوا غير واثقين من أن أسعار الفائدة “مقيدة بما فيه الكفاية” لخفض التضخم إلى أقل من 2٪ المعدل السنوي. وأضاف باول: “إذا أصبح من المناسب تشديد السياسة بشكل أكبر، فلن نتردد في القيام بذلك”.
أرسل رئيس البنك المركزي الأمريكي رسالة واضحة إلى الأسواق، التي احتفلت على ما يبدو قبل الأوان بنهاية دورة رفع الفائدة والإبقاء عليها مرتفعة لفترة أطول بعد أن بدا أن مجموعة من البيانات الاقتصادية الضعيفة تؤكد فوز بنك الاحتياطي الفيدرالي على التضخم. في تصريحاته لصندوق النقد الدولي، دحض باول التوقعات بشأن موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تشاؤمًا، مؤكدا بشكل أساسي تصريحاته السابقة المتعددة حول أن قرارات سعر الفائدة تعتمد على البيانات.
فيما يلي أربع بيانات اقتصادية مجدولة هذا الأسبوع نراقبها ونترقب تأثيرها على الأسواق.
مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أكتوبر ومؤشر أسعار المستهلك على سبيل المثال. الغذاء والطاقة (مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي) مجدول ليوم الثلاثاء الموافق 14 نوفمبر ويقيس هذه التقارير التغيرات في أسعار التجزئة للسلع والخدمات في مجموعات فرعية من البيانات المقابلة. يعد تقرير مؤشر أسعار المستهلك أحد مقياسي التضخم الرئيسيين (الثاني هو نفقات الاستهلاك الشخصي أو PCE). يراقب صناع السياسات والشركات والمستهلكون تقرير مؤشر أسعار المستهلك عن كثب، لأنه يعكس اتجاهات الأسعار في الاقتصاد، ويشكل الإنفاق الاستهلاكي وتوقعات الأعمال، ويؤثر بشكل مباشر على قرارات سعر الفائدة التي يتخذها بنك الاحتياطي الفيدرالي.
مؤشر أسعار المنتجين لشهر أكتوبر (PPI) مجدول ليوم الأربعاء الموافق 15 ويعكس هذا التقرير، الصادر عن مكتب إحصاءات العمل، أسعار المدخلات للمنتجين والمصنعين. وبما أن مؤشر أسعار المنتجين يقيس تكاليف إنتاج السلع الاستهلاكية، مما يؤثر بشكل مباشر على أسعار التجزئة، فإن مؤشر أسعار المنتجين يعتبر مؤشرا مسبقا جيدا للضغوط التضخمية، أي مؤشر رئيسي لمؤشر أسعار المستهلكين للشهر المقبل. وبالتالي، فإن مؤشر أسعار المنتجين يخدم صناع السياسات في تشكيل توقعاتهم الشاملة للتضخم.
مبيعات التجزئة لشهر أكتوبر والمجدول ليوم الأربعاء الموافق نوفمبر 15 الصادر عن مكتب الإحصاء الأمريكي، يقدم معلومات حول مقدار الأموال التي ينفقها المستهلكون على مختلف السلع المعمرة وغير المعمرة. وبما أن التقرير يتتبع حجم الإنفاق في الاقتصاد، فإنه يساعد على قياس صحة الاقتصاد وعادات الإنفاق الاستهلاكي، فضلا عن مستوى ضغوط التضخم في جانب الشراء.
الإنتاج الصناعي لشهر أكتوبر المجدول ليوم الخميس الموافق 16 نوفمبر ويوضح هذا التقرير الصادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي حجم إنتاج الصناعات الأمريكية مثل التصنيع والتعدين والمرافق. على الرغم من أن الإنتاج الصناعي يمثل جزءًا أصغر من النشاط الاقتصادي مقارنة بالخدمات، إلا أن حساسيته لطلب المستهلكين وأسعار الفائدة تجعله مؤشرًا رئيسيًا لنمو الناتج المحلي الإجمالي والأداء الاقتصادي.