شهدت أسواق النفط تقلبات حادة في الأسعار خلال الأيام القليلة الماضية، حيث ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام في جلسة الأربعاء بعد الاحتفاظ بمكاسب الجلسة السابقة. وارتفع سعر خام برنت إلى 86.93 دولارا للبرميل مقارنة بإغلاق يوم الثلاثاء البالغ 86.17 دولارا للبرميل. ووصل إلى أعلى مستوياته خلال أربعة أشهر عند 87.65 دولارا للبرميل في نفس الجلسة، ولكنه تراجع لاحقا.
بالمقابل، تم تداول خام غرب تكساس الوسيط في بورصة NYMEX بسعر 83.73 دولارا للبرميل يوم الأربعاء، مقارنة بإغلاق يوم الثلاثاء البالغ 82.92 دولارا للبرميل.
شهد إنتاج منظمة أوبك+ تراجعا بمقدار مليون برميل يوميا خلال شهر يوليو، ليصل إلى أدنى مستوى في فترة تزيد عن عامين. حيث استمرت المجموعة في تقليل حجم الإنتاج، وذلك بقيادة السعودية بشكل رئيسي، وفقا للمسح الذي نشرته وكالة S&P Global Commodity Insights.
في السياق نفسه، تراجع إنتاج السعودية في الشهر الماضي إلى 9.05 مليون برميل يوميا، وهو أدنى مستوى منذ يونيو 2021، وقد قلص بمقدار 940 ألف برميل يوميا مقارنة بشهر يونيو. ومع ذلك، يظل هذا الإنتاج قليلا عن هدف الإنتاج البالغ مليون برميل يوميا.
وأظهر تقرير لبلومبرج أن متوسط الإنتاج للأعضاء الرئيسيين في أوبك بلغ 9.15 مليون برميل يوميا في يوليو.
وفي إطار آخر، أفادت تقديرات وكالة ستاندرد آند بورز بأن أعضاء أوبك الأساسيين، وعددهم 13 دولة، قد ضخوا مجتمعين 27.34 مليون برميل يوميا. بينما ساهم أعضاء أوبك+ بمقدار 13.06 مليون برميل يوميا، ليصل الإجمالي إلى 40.40 مليون برميل يوميا، وهو أدنى مستوى منذ أغسطس 2021.
وفيما يتعلق بإنتاج روسيا، فقد استقر عند معدل يومي يبلغ 9.42 مليون برميل خلال الشهر. وقد التزمت موسكو بتقليص صادراتها بمقدار 500 ألف برميل يوميا في أغسطس و300 ألف برميل يوميا في سبتمبر.
وأشار التقرير أيضا إلى أن الاضطرابات في كازاخستان ونيجيريا قد عوضت المكاسب في إيران والعراق، حيث سجلت إيران إنتاجا بلغ 2.76 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى لها منذ ديسمبر 2018.
وفي الوقت نفسه، أفاد التقرير بأن إنتاج فنزويلا ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ فبراير 2019 بواقع 810 آلاف برميل يوميا، مما يشير إلى تلميحات بتخفيف العقوبات الأمريكية.
في جانب آخر، تستمر التوترات في البحر الأسود في التصاعد، حيث قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي إن بلاده سترد إذا استمرت روسيا في استهداف وإغلاق موانئها.
الهجمات الأوكرانية بطائرات بدون طيار على ناقلات النفط الروسية في منطقة البحر الأسود قد زادت من أخطار الإمداد لسوق النفط الخام”. “يمثل طريق البحر الأسود 15-20٪ من النفط الذي تبيعه روسيا يوميا في الأسواق العالمية، وهو أيضا ممر عبور رئيسي لخام كازاخستان.
وفيما يخص بيانات المخزونات، لم تكن الأسواق على استعداد للتفاعل مع بيانات من إدارة معلومات الطاقة التي أظهرت زيادة بلغت 5.85 مليون برميل في مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة. وهذه الزيادة تم تعويضها جزئياً بانخفاض بلغ 2.7 مليون برميل في مخزونات البنزين.
على جانب آخر، تجاهلت أسواق النفط في وقت سابق بيانات أصدرها معهد البترول الأمريكي في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، أظهرت زيادة قدرها 4 ملايين برميل في المخزونات التجارية للنفط الخام، وذلك بعد تسجيل سحب قياسي بلغ 15.4 مليون برميل في الأسبوع السابق.
هذا وقد كانت أسعار النفط انخفضت بسبب المخاوف بشأن بيانات التجارة الصينية والمخاوف المصرفية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ومع ذلك، عادت وانتعشت الأسعار عندما أصدرت وكالة معلومات الطاقة تقريرا شهريا يتوقع زيادة 1.9٪ في نمو الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، أعلى من توقعاتها السابقة عند 1.5٪.
وفيما يتعلق بالبيانات الصينية، انخفضت أسعار المستهلك بنسبة 0.3٪ في يوليو مقارنة بالعام السابق، وذلك نتيجة لتباطؤ الطلب الاستهلاكي والمخاوف الاقتصادية العامة. تلك البيانات أظهرت ضرورة تبني المزيد من سياسات التحفيز المالي والنقدي، ولكن الحكومة الصينية لم تقم باتخاذ اي اجراءات عملية حتى الآن.