أغلقت الأسهم الأمريكية على انخفاض طفيف، وكسرت سلسلة المكاسب لست جلسات متتالية لمؤشر S&P 500 التي كانت دفعت بالمؤشر إلى ارتفاعات جديدة لهذا العام.
عزز قرار الفيدرالي الأمريكي بالتوقف “مؤقتاً” عن رفع سعر الفائدة المكاسب الأسبوعية للمؤشرات وكذلك انخفاض التضخم وانطباع الأسواق بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يقترب من نهاية دورة تشديد السياسة النقدية.
يواصل مؤشر ناسداك التحليق عالياً محققًا أكبر مكاسب أسبوعية له منذ أواخر يناير ليصل إجمالي الارتفاع لأكثر من 30% منذ بداية العام. كان الزخم الإيجابي مدعومًا أيضًا بتوقعات التحفيز الصين للاقتصاد وانخفاض الدولار. في غضون ذلك، تراجعت السندات الحكومية حيث ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 3.77%. حقق مؤشر S&P 500 أطول فترة من المكاسب اليومية منذ نوفمبر 2021 وأفضل أداء أسبوعي له منذ نهاية مارس.
قدم اعتدال أسعار المنتجين والمستهلكين في مايو دليلًا إضافيًا على أن اتجاه خفض التضخم لا يزال ساريًا، مما يقلل من أحد أهم عوامل الضغط على الأسواق على مدار الثمانية عشر شهرًا الماضية. ارتفع مؤشر أسعار المستهلك (CPI)، الذي تم الإعلان عنه الأسبوع المنصرم، بمعدل سنوي 4.0%، بانخفاض كبير عن ارتفاع الشهر السابق 4.9%. كانت هذه أقل زيادة سنوية منذ مارس 2021 والشهر الحادي عشر على التوالي من التحسن منذ أن بلغ التضخم ذروته في يونيو من العام الماضي عند 9.1%. ومع ذلك، كان العامل الرئيسي وراء هذا الانخفاض هو انخفاض أسعار الطاقة، وهو عنصر متقلب للتضخم، ويميل صانعو السياسة إلى استبعاده.
أظهر مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، الذي يستثني الغذاء والطاقة، تحسنًا معتدلاً فقط إلى 5.3% من 5.5%. ومع ذلك، فإن الانخفاض الحاد في أسعار المنتجين، حيث انخفض المؤشر الأساسي إلى 3.2% فقط من ذروة بلغت 9.7% في مارس من العام الماضي، يشير إلى مزيد من الضغوط الهبوطية على أسعار المستهلكين في المستقبل.
بينما ترحب البنوك المركزية بالتباطؤ المستمر في زيادة الأسعار، لا يزال التضخم مرتفعًا وبعيداً من المستويات المستهدفة، والقوة المفاجئة في سوق العمل تجعل قرار صناع السياسة النقدية بشأن أسعار الفائدة أكثر صعوبة. قام البنك المركزي الأوروبي هذا الأسبوع برفع أسعار الفائدة وأشار إلى زيادة أخرى في يوليو. أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة للمرة الأولى منذ أكثر من عام، لكنه ألمح إلى احتمال رفع أسعار الفائدة مرتين، وهو أكثر مما كان يتوقعه السوق.
ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.3% للشهر و1.6% خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، مسجلة أول زيادة على أساس سنوي منذ يناير. وباستثناء قطاعي السيارات والبنزين المتقلبين، ارتفعت المبيعات بنسبة 0.4% في مايو. في غضون ذلك، ارتفع مقياس جامعة ميشيغان لثقة المستهلك أكثر من المتوقع وبلغ أعلى مستوى له في أربعة أشهر. مع ذلك، ظلت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية دون تغيير، متحدية بذلك الإجماع على التوقعات بانخفاضها عن أعلى مستوى في الأسبوع الماضي في 20 شهرًا.
ستراقب الأسواق تصريحات مسؤولي الفيدرالي عن قرب لأن بالرغم من احتفاظ الفيدرالي الأمريكي بالمعدل المستهدف للأموال الفيدرالية الرسمية ثابتًا في نطاق 5.00% إلى 5.25%، فإن “مخطط النقطة” الذي يلخص توقعات معدل كل صانعي السياسة يشير إلى أن متوسط سعر الفائدة سيشهد ارتفاعات إضافية بمقدار ربع نقطة بنهاية من السنة.