شكلت الاضطرابات في الشرق الأوسط محور التأثير في تحركات أسعار النفط الأخيرة شهدت العقود الآجلة للنفط الخام في ساعات التداول الأوروبية حيث يتداول خام برنت وخام غرب تكساس عند 90.65 و86.54 دولار للبرميل على التوالي عند الساعة 12:39 ظهر يوم الإثنين بحسب منصة FOREX.COM للتداول.
وحدث الارتفاع الأولي في أسعار النفط مع اشتداد الصراع بين حماس وإسرائيل، مما أثار المخاوف بشأن احتمال انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط. وقد خلق هذا قلقًا كبيرًا في السوق، حيث واجه المستثمرون احتمال تعرض شحنات النفط للخطر.
ومع ذلك، مع مرور الأسبوع، جاء بعض الارتياح في شكل تقارير تشير إلى أن إيران لم تكن متورطة بشكل مباشر في التخطيط للهجوم، مما قلل من خطر انقطاع الإمدادات. وأدى ذلك إلى انخفاض مؤقت في أسعار النفط.
ومع ذلك، ارتفعت أسعار النفط مرة أخرى يوم الجمعة بعد تحذير من وزير الخارجية الإيراني من أن الصراع الإسرائيلي مع حماس إذا استمر الحصار على غزة ربما سيؤدي إلى فتح جبهات جديدة في الحرب. وقد أدى ذلك التصريح إلى زيادة الزيت على النار وأثار المخاوف من احتمال انقطاع إمدادات النفط.
الجدير بالذكر ان أسعار النفط شهدت ارتفاعاً مفاجئاً على الرغم من ارتفاع إنتاج النفط في أمريكا الشمالية إلى مستويات قياسية. وفي أوائل أكتوبر، وصلت مستويات الإنتاج في أمريكا الشمالية إلى مستوى قياسي بلغ 13.2 مليون برميل يوميا. وكانت هذه الطفرة بمثابة استجابة مباشرة للتوترات الجيوسياسية المتزايدة، وخاصة الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط.
وفي الوقت نفسه، اتخذت الولايات المتحدة خطواتها الأولى لفرض العقوبات على تدفقات النفط الروسية. أحدثت هذه الخطوة دعم إضافي للأسعار لأنها شكلت خطرًا محتملاً بتعطيل ما يصل إلى 20 مليون برميل يوميًا من النفط بشكل مباشر من إعاقة الخدمات اللوجستية كالشحن والتأمين على الناقلات.
إن تنفيذ العقوبات له آثار بعيدة المدى، مما يلقي بظلال من عدم اليقين على صادرات النفط الروسية. مع التهاب الوضع الجيوسياسي، اشتدت التداعيات بشكل أوسع على أسعار الغاز العالمية نتيجة قيام شركة شيفرون بوقف عملياتها في منصة الغاز البحرية تمار التابعة لها. وكانت هناك مخاوف متزايدة من أن قرب هذا الصراع من قناة السويس، وهي طريق شحن رئيسي إلى أوروبا، يشكل مخاطر إضافية على صناعة الغاز. تزامن هذا الاضطراب في سوق الغاز مع أول موجة شتوية في أوروبا، وهو الحدث الذي كان من شأنه أن يزيد استهلاك الغاز في الأيام المقبلة.
واجه سوق الغاز الطبيعي انقسامًا في القوى، مع وجود طلب قوي في سوق تصدير الغاز الطبيعي المسال يقابله ارتفاع مستويات الإنتاج. ولم يكتسب الطلب المحلي على التدفئة الشتوية زخما بعد. ومن اللافت للنظر أن الغاز الطبيعي يعمل كوقود أساسي للتدفئة لـ 46% من المنازل في الولايات المتحدة، وفقًا لمسح المجتمع الأمريكي لعام 2022 الذي أجراه مكتب الإحصاء.