ارتفع مؤشر الدولار إلى 106.8 صباح الجمعة، مدعومًا بتقرير الرواتب القوي بشكل غير متوقع، والذي كشف عن مكاسب كبيرة بلغت 336 ألف وظيفة في سبتمبر مقابل توقعات المحللين ب 170 ألف وظيفة
أكدت هذه البيانات على القوة المستمرة لسوق العمل وقدمت مزيدًا من التأكيد على أن الاقتصاد الأمريكي بحالة جيدة لمواجهة أسعار الفائدة المرتفعة، بما يتماشى مع الموقف المتشدد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. وبينما أظهر الدولار قوة في جميع المجالات، فقد لوحظت مكاسبه الأبرز مقابل الدولار الأسترالي والين الياباني واليورو والجنيه البريطاني. خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر، ارتفع سعر الدولار بنسبة 0.5% تقريبًا، مواصلًا ارتفاعه بنسبة 2.5% الذي لوحظ طوال شهر سبتمبر.
اليورو
واجه اليورو ضغط مستمر، وانخفض إلى أدنى مستوى ال 1.05 دولارًا وظل قريبًا من أدنى مستوياته التي شهدها آخر مرة في نوفمبر من العام السابق. وكان الدافع وراء هذا الانخفاض هو تقرير الوظائف، الذي استمر في الإشارة إلى ضيق سوق العمل بشكل ملحوظ في الولايات المتحدة، مما زاد التوقعات برفع وشيك آخر لأسعار الفائدة واحتمال ارتفاع أسعار الفائدة لفترة طويلة.
في الوقت نفسه، رسمت المؤشرات الاقتصادية في أوروبا توقعات بتباطؤ اقتصادي صعب، حيث تسلط بيانات مؤشر مديري المشتريات الضوء على الانكماش المستمر في نشاط القطاع الخاص في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، وخاصة في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا. على الرغم من أن البنك المركزي الأوروبي (ECB) قد اختتم على الأرجح دورة رفع أسعار الفائدة، إلا أن رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد أكدت مجددًا أن تكاليف الاقتراض ستظل مرتفعة حتى يصل التضخم إلى هدف 2٪ في المدى المتوسط.
الجنيه الاسترليني
يتداول الجنيه الاسترليني على تراجع عند مستوى ال 1.2155 دولار عند الساعة 13:36 بتوقيت لندن بحسب منصة FOREX.COM، مسجلا تراجعه الأسبوعي الخامس على التوالي. وكان الدافع وراء هذا الاتجاه الهبوطي هو تصور الفرق المتزايد في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. إن قوة الاقتصاد الأمريكي، إلى جانب التوقعات بالمزيد من رفع أسعار الفائدة، تتناقض مع النهج الواضح الذي يتبعه بنك إنجلترا في نهاية دورة تشديد السياسة النقدية.
في تطور إيجابي، أشار استطلاع حديث للأعمال إلى أن شركات الخدمات البريطانية شهدت تراجعاً أكثر اعتدالاً في سبتمبر، ويعزى ذلك جزئياً إلى انخفاض غير متوقع في التضخم وقرار بنك إنجلترا بالحفاظ على أسعار فائدة مستقرة. يشير هذا إلى أن المملكة المتحدة قد لا تتجه نحو الركود، وهو احتمال يمكن تأكيده من خلال أرقام الناتج المحلي الإجمالي القادمة لشهر أغسطس، المقرر صدورها يوم الخميس المقبل.
مع ذلك، كشفت بيانات من بنك هاليفاكس للرهن العقاري أن أسعار المنازل البريطانية شهدت أكبر انخفاض لها منذ عام 2009 على مدى الـ 12 شهرًا الماضية، وذلك تماشيًا مع تباطؤ مؤشرات سوق الإسكان الأخرى بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.
الين الياباني
ارتفعت قيمة الدولار مقابل الين الياباني إلى ما يتجاوز 149.35 ين للدولار، مبتعداً أكثر عن أدنى مستوياته في 11 شهراً مع تراجع الدولار عقب صدور بيانات الوظائف الأمريكية الأقوى من المتوقع.
وزادت هذه البيانات من احتمال قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتنفيذ زيادات إضافية في أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام. وفي وقت سابق من الأسبوع، ارتفع الين بما يصل إلى 1.7% إلى 147.3، وهي خطوة أرجعها بعض المتداولين إلى التدخل الحكومي المحتمل قبل أن يتراجع جزئيًا.
أشارت بيانات سوق المال الأخيرة الصادرة عن بنك اليابان إلى أنه لم يقم بعمليات شراء الين عندما انخفضت العملة إلى 150 للدولار في وقت سابق من الأسبوع. كانت هناك اقتراحات بأن هذا قد يكون بمثابة فحص لسعر الفائدة من قبل بنك اليابان خلال جلسة نيويورك، مما دفع البنوك التي تتعامل عادة مع التدخلات للرد عن طريق بيع الدولار الأمريكي/الين الياباني بشكل جماعي.
هذا وقد كان وزير المالية شونيتشي سوزوكي قد أصدر تحذيراً مشيراً إلى أنه يراقب عن كثب تحركات العملة.