قبل 17 يوماً فقط كان الذهب يتداول عند مستوى ال 1959 دولار للأونصة وذلك كان أعلى مستوى منذ 9 أشهر. ولكن منذ ذلك الوقت ظهرت بيانات اقتصادية تخص سوق العمل وأنفاق المستهلكين والتضخم في الولايات المتحدة، جلها أشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي لم يتأثر سلباً بسلسلة رفع سعر الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي.
استمرت البيانات الاقتصادية الإيجابية في دعم موقف سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشددة مما أدى إلى ارتفاع الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة، والتي تُتبر مناس للذهب كملاذ آمن. فكلما ارتفعت العوائد، كلما زادت جاذبية السندات على حساب الذهب.
على صعيد متصل، انخفضت واردات الهند من الذهب في يناير بنسبة 76٪ عن العام السابق إلى أدنى مستوى لها في 32 شهرًا بسبب تراجع الطلب بعد أن ارتفعت الأسعار المحلية إلى مستويات قياسية نسبة لضعف الروبية الهندية وأرجأ تجار المجوهرات عمليات الشراء على أمل خفض رسوم الاستيراد. قد يؤثر انخفاض الواردات من قبل ثاني أكبر مستهلك للسبائك في العالم على أسعار الذهب القياسية، لكن الانخفاض قد يساعد في خفض العجز التجاري في الهند ودعم الروبية المتعثرة. استوردت 11 طناً من الذهب في يناير، مقارنة بـ 45 طناً قبل عام.
بالمقابل، ارتفعت علاوة السعر في بورصة شنغهاي للذهب في الصين إلى 35 دولار للأونصة في جلسة يوم الجمعة 17 فبراير في إشارة لارتفاع الطلب هناك. وبذلك يكون متوسط العلاوة على أونصة الذهب منذ بداية عام 2023 عند مستوى 19 دولار للأونصة مقارنة بنفس الفترة العام الماضي., وتلك هي أعلى علاوة منذ العام 2011 بحسب مجلس الذهب العالمي.
الجدير بالذكر أن الصين استوردت 1,343 طن من الذهب في 2022, وذلك أعلى مستوى منذ العام 2018 وبزيادة 68% مقارنة بالعام 2021.
فنياً، كسر الذهب المتوسط المتحرك ل 50 يوم الثلاثاء الماضي والان يتداول عند مستوى 1842أعلى بقليل من خط ارتداد 38% فيبوناتشي الممتد من القاع الأخير عند مستوى 1615 دولار للأونصة في 3 نوفمبر و القمة الأخيرة عن 1959 دولار للأونصة في 2 فبراير.