عكس النفط الارتفاع المبكر الذي حققه في جلسة أمريكا عندما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط أكثر من 1.54٪ ليتداول عند مستوى ال 79.51 عند الساعة 15:43 بتوقيت لندن وتراجع ليتداول عند 78.27 عند الساعة 18:35 بتوقيت لندن بحسب منصة FOREX.COM للتداول.
أتى الارتفاع المؤقت تزامناً مع ضعف الدولار وسط توقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة بعد بيانات الأسعار الأمريكية التي جاءت أضعف من المتوقع. بالإضافة لطمأنه منظمة أوبك الأسواق بأن الأساسيات لا تزال قوية وأرجعت انخفاض الأسعار الأخير إلى المضاربين في الأسواق المالية. ورفعت أوبك في تقريرها الشهري توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2023 إلى 2.46 مليون برميل يوميا، مشيرة إلى اتجاهات النمو العالمية القوية وسوق النفط الصحية. وأشار التقرير أيضًا إلى أن واردات الصين من النفط الخام ظلت جيدة وأن هوامش التكرير الآسيوية ظلت قوية.
وعند المستويات الحالية، هناك إجماع متزايد على أن تخفيضات الإنتاج الحالية ستمتد إلى العام الجديد. وتدرس المملكة العربية السعودية خفضاً إضافياً قدره مليون برميل يومياً، وتخطط روسيا لخفض الصادرات بمقدار 300 ألف برميل يومياً، استكمالاً لاتفاقيات أوبك+ الحالية.
لكن يبقى عدم اليقين، بما في ذلك تضخم مخزونات النفط في الصين والزيادات الكبيرة المزعومة في المخزونات الأمريكية
وبالتزامن مع تحركات أسعار النفط، انخفض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ يناير 2022. ويبلغ إجمالي عدد منصات الحفر 616، مما يعكس خسارة 459 منصة منذ بداية عام 2019. وانخفض عدد منصات النفط النشطة إلى 494، وهو أدنى مستوى منذ يناير 2022، في حين ظل عدد منصات الغاز مستقرًا عند 118. وتعكس أعداد منصات الحفر في حوض بيرميان وإيجل فورد الاتجاه الأوسع، مما يظهر انخفاضًا عن العام السابق.
تراقب الأسواق المؤشرات الاقتصادية العالمية والتطورات الجيوسياسية وتتم مراقبة الإصدار القادم لمؤشر أسعار المستهلك (CPI) عن كثب، حيث إن أي انحراف عن هدف التضخم الذي حدده بنك الاحتياطي الفيدرالي بنسبة 2٪ قد يؤثر على توقعات أسعار الفائدة. إن تخفيض موديز الأخير لتوقعات تصنيف الحكومة الأمريكية إلى سلبية لم يؤثر بعد بشكل كبير على الأسواق المالية، مع بقاء الطلب على سندات الخزانة الأمريكية مرنًا.
يستمر التفاعل المعقد بين العوامل، بما في ذلك قرارات الإنتاج والمؤشرات الاقتصادية والأحداث الجيوسياسية، في تشكيل مسار سوق النفط الخام.