تراجع غرب تكساس الوسيط دون 68 دولارًا للبرميل يوم الثلاثاء بعد أن تراجعت أكثر من 4٪ في الجلسة السابقة، حيث طغت المخاوف من ركود أمريكي محتمل، وضعف الطلب الصيني وزيادة المعروض الروسي على خطط المملكة العربية السعودية لخفض الإنتاج بشكل أكبر.
أثارت البيانات الاقتصادية التي جاءت أقل من المتوقع في الولايات المتحدة والصين مخاوف بشأن الطلب في أكبر دولتين مستهلكتين للنفط في العالم. كما أعرب المستثمرون عن قلقهم بشأن احتمالية رفع أسعار الفائدة من البنوك المركزية الكبرى، الأمر الذي قد يؤثر على الاقتصاد العالمي ويضعف الطلب الإجمالي.
على صعيد العرض، ارتفعت صادرات النفط الروسية إلى الصين والهند إلى مستويات قياسية في مايو، مما عوض تأثير نية المملكة العربية السعودية في خفض الإنتاج أكثر في يوليو. الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، كانت قد أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر، عن نيتها تخفيض الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميًا، ليصل إلى 9 ملايين برميل يوميًا في يوليو، وهو أدنى مستوى للإنتاج خلال السنوات الماضية، في إطار جهودها لدعم أسعار النفط.
هذا وقد سجلت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2٪ يوم الاثنين، لتصل إلى أقل من 69 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، تترقب الأسواق أسبوع حافلا بالأحداث المتعلقة بمعدلات التضخم وأسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وذلك بانتظار قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان.
في ذات السياق، أفادت شركة خدمات حقول النفط بيكر هيوز بتراجع نشاط الحفر في أمريكا الشمالية للأسبوع السادس على التوالي، وهو مستوى لم يشهده منذ صيف 2020. وقد تراجع إجمالي عدد الحفارات الأسبوعية بمقدار وحدة واحدة فقط، ليصل إلى 695 في الأسبوع المنتهي في 9 يونيو، بانخفاض بنسبة 38 على أساس سنوي وأدنى مستوى منذ أبريل 2022.
وبالنسبة للحفارات المخصصة للنفط الخام، فقد ارتفعت بمقدار واحد لتصل إلى 556، لكنها لا تزال أقل بـ 24 من نفس الفترة في عام 2022. وتراجعت حفارات الغاز الطبيعي بمقدار وحدتين إلى 135، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2022.
ولقد تراجع عدد الحفارات في تكساس بستة، حيث بلغ العدد 347، بانخفاض تسعة عن العام الماضي. وفي حوض بيرميان، الذي يمتد من غرب تكساس ونيو مكسيكو، تراجعت منصات الحفر اثنتين لتصل إلى 346، وبلغت قرابة مستويات العام الماضي.
على الرغم من استمرار انخفاض نشاط الحفارات، يواصل المنتجون الأمريكيون زيادة الإنتاج، حيث يتم ضخ 200 ألف برميل إضافي يوميًا. وتركز شركات النفط على الأحواض التي توفر عوائد مرتفعة. ووفقًا لأحدث بيانات إدارة معلومات الطاقة، بلغ إجمالي إنتاج الولايات المتحدة 12.4 مليون برميل يوميًا في أوائل يونيو، وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2020.
الغاز الطبيعي
شهدت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة تراجعا إلى ما دون 2.3 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وذلك نتيجة للطقس المعتدل الذي ساد الأسبوع الماضي وأدى إلى انخفاض الطلب على الوقود، مما سمح للمرافق بزيادة ضخ مزيد من الغاز في التخزين. ووفقًا لتقرير حديث من إدارة معلومات الطاقة، أضافت المرافق الأمريكية 118 مليار قدم مكعب من الغاز إلى المخزون، وهذا يتجاوز قليلاً توقعات السوق التي تشير إلى زيادة بلغت 113 مليار قدم مكعب.
وعلى الرغم من هذا التراجع، فإن أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية تتجاوز 5٪، بعد تعافيها من فترتين متتاليتين من الخسائر، في انتظار زيادة الطلب المتوقعة نتيجة الطلب على تبريد الهواء في ظل توقعات بارتفاع درجات الحرارة. ومن المتوقع أن يرتفع عدد أيام درجة التبريد (CDD) في الأسبوعين القادمين إلى 167، وهو أعلى من المتوسط الطبيعي لمدة 30 عامًا البالغ 149، وفقًا لتقديرات رفينيتيف.