English

تأثيرات ارتفاع أسعار الفائدة على أسواق الخليج: ما الذي ينتظر الاقتصاد الإماراتي؟

دبي، 15 يونيو 2023 – جاءت القرارات التي اتّخذها مجلس الاحتياطي الفدرالي بشأن أسعار الفائدة بآثار بعيدة المدى على كل من الاقتصاد المحلي والعالمي، بما في ذلك في منطقة الخليج. وفي ضوء التكهنات المستمرة حول استقرار اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي بعد أي تغييرات قادمة في أسعار الفائدة، يسلّط محللو FOREX.com الضوء على إمكانية تأثير هذه التغييرات على الأسواق الإقليمية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة.

ولفهم تحركات السوق واتجاهاته بشكل أفضل، دعونا نقدم شرحاً مختزلاً لديناميكيات أسعار الفائدة قبل الخوض في الآثار المحتملة.

عندما يُخفّض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، فإنه يُحفّز النشاط الاقتصادي من خلال تشجيع الاقتراض والإنفاق، مما قد يؤدي إلى خلق فرص العمل. وعندما يتم رفع أسعار الفائدة، يهدف الاحتياطي الفيدرالي إلى السيطرة على الضغوط التضخمية ومنع الانهاك في الاقتصاد. مثل هذه التغييرات لها تأثير مباشر على الدولار الأمريكي: مع ارتفاع أسعار الفائدة، يتجه المستثمرون الأجانب إلى الاحتفاظ بأصول مقوّمة بالدولار الأمريكي، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على العملة الخضراء وتعزيز قيمتها.

وترتبط عملات دول مجلس التعاون الخليجي، مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بالدولار الأمريكي لضمان الاستقرار وتسهيل التجارة والاستثمار الدوليين.

نتيجة لذلك، تتبع البنوك المركزية في الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي عادة قيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عندما يتعلق الأمر بتعديلات أسعار الفائدة. لذلك، عندما ترتفع أسعار الفائدة، غالباً ما تتخذ البنوك المركزية في الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي إجراءات مماثلة لمنع هروب رؤوس الأموال إلى البلدان التي تقدم عوائد أعلى. يساعد هذا النهج المتزامن الحكومات المحلية في الحفاظ على تدفقات رأس المال والثقة في ربط العملات، مع الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي العام للمنطقة، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وإدارة الضغوط التضخمية.

وتُعقب ريتو سينغ، المدير الإقليمي لشركة FOREX.com على القرارات الجديدة بقولها: “تلعب أسعار الفائدة في الإمارات العربية المتحدة دوراً مهماً في تشكيل بيئة الأعمال. الاعتقاد السائد هو أن أسعار الفائدة المرتفعة تقوي الدرهم الإماراتي، مما يفيد المستوردين، لكنه يؤثر سلباً على المصدرين، لأن قوة العملة تجعل الصادرات أكثر تكلفة وأقل تنافسية في الأسواق الدولية. ونتيجة لذلك، قد يواجه المصدرون تحديات في الحفاظ على حصتهم في السوق “.

وتضيف: “يمكن أن تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة أيضاً إلى زيادة تكاليف الاقتراض، مما يؤثر على عدد من القطاعات، مثل العقارات والبناء. علاوة على ذلك، تؤثر العملة القوية سلباً على السياحة والضيافة حيث يميل السائحون إلى تفضيل الوجهات ذات العملات الأضعف، حيث تصبح أسعارها معقولة. يمكن أن تواجه الصناعات التحويلية صعوبات أيضاً، حيث تزداد تكلفة رأس المال أو التمويل مع ارتفاع أسعار الفائدة، مما قد يؤثر على خطط الاستثمار والتوسع “.

في تقرير حديث للبنك الدولي، يسلّط المحللون الضوء على ازدياد تواتر الأزمات المالية مع ارتفاع أسعار الفائدة، مما يؤثر على جوانب مختلفة من القطاع المالي. في الحالات القصوى، يمكن أن يستهلك عبء الديون جزءاً كبيراً من إيرادات البلاد، كما هو الحال في نيجيريا، التي اضطرت لدفع 96 ٪ من إيراداتها على لسداد الديون في عام 2022.

ومع ذلك، قد تظل مثل هذه السيناريوهات المقلقة بعيدة المنال في منطقة الخليج، بالنظر إلى النهج الاستباقي لدول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللتين تعملان باستمرار على تعديل استراتيجياتهما وأهدافهما وخططهما لتحقيق التوازن بين ربط عملاتهما بالدولار والتزامهما الثابت تجاه ذلك بهدف الحفاظ على استقرار أنظمتها المالية.

إخلاءُ المسؤولية: لا تستهدف المعلومات الواردة في هذا الموقع عامة جمهور أي دولة معينة. لا يُقصد توزيعها على جمهور مقيم في أي بلد يتعارض توزيع أو استخدام هذا المحتوى مع أي قانون محلي أو متطلبات تنظيمية. المعلومات والآراء الواردة في هذا التقرير لغرض استخدامها كمعلومات عامة فقط وليس المقصود منها أن تكون عرضًا أو التماسًا فيما يتعلق بشراء أو بيع أي عملة أو عقود مقابل الفروقات (CFD). جميع الآراء والمعلومات الواردة في هذا التقرير عرضة للتغيير دون إشعار، وتم إعداد هذا التقرير بغض النظر عن أهداف الاستثمار المحددة والوضع المالي واحتياجات أي متلقي معين. أي إشارات إلى تحركات أسعار أو مستويات تاريخية هي معلومات مرتكزة على تحليلنا ولا نؤكد أو نضمن أن أي من هذه التحركات أو المستويات من المحتمل أن تتكرر في المستقبل. حيث تم الحصول على المعلومات الواردة في هذا التقرير من مصادر يُعتقد أنها موثوقة ، لا يضمن المؤلف دقتها أو اكتمالها ، ولا يتحمل المؤلف أي مسؤولية عن أي خسارة مباشرة أو غير مباشرة أو تبعية قد تنتج عن اعتماد أي شخص على أي من هذه المعلومات أو الآراء.

يُرجى العلم أن تداول الفوركس، العقود المستقبلية، وغيرها من عمليات التداول التي تستخدم الرفع المالي تنطوي على مخاطر خسارة كبيرة، وبالتالي فإنها لا تناسب جميع المستثمرين. يمكن أن تتجاوز الخسائر ودائعك. زيادة الرافعة المالية تزيد من المخاطر. لا تخضع عقود الذهب والفضة الفورية للتنظيم بموجب قانون تبادل السلع في الولايات المتحدة. العقود مقابل الفروقات (CFDs) غير متوفرة للمقيمين في الولايات المتحدة. قبل أن تقرر تداول العملات الأجنبية (الفوركس) والعقود المستقبلية للسلع ، يجب أن تفكر بعناية في أهدافك المالية ، ومستوى خبرتك، ورغبتك في المخاطرة. إن الآراء أو الأخبار أو الأبحاث أو التحليلات أو الأسعار أو المعلومات الأخرى الواردة هنا يُقصد بها أن تكون بمثابة معلومات عامة حول الموضوع الذي يتم تناوله ويتم توفيرها على أساس أننا لا نقدم أي مشورة استثمارية أو قانونية أو ضريبية. عليك استشارة مستشار مناسب أو غيره من المستشارين في جميع المسائل الاستثمارية والقانونية والضريبية. تشير الإشارات إلى FOREX.com أو GAIN Capital إلى GAIN Capital Holdings Inc. والشركات التابعة لها.
يرجى قراءة خصائص ومخاطر الخيارات الموحدة.