انخفضت العقود الآجلة المرتبطة بالمؤشرات الرئيسية الثلاثة بنحو 0.1٪ يوم الجمعة مواصلة لتراجع المؤشرات يوم الخميس حيث انخفض مؤشر داو جونز بنسبة 1.07٪، وانخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.79٪ وهبط مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.82٪، مع إغلاق جميع قطاعات S&P الـ 11 على تراجع.
فاجأت بيانات التوظيف الأمريكية الصادرة عن ADP الأسواق والتي جاءت أقوى بكثير من التوقعات، مما أدى إلى ارتفاع عوائد السندات وزيادة التوقعات بأن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة لفترة أطول.
كانت قطاعات الطاقة والاستهلاك التقديري هي الأكثر تراجعا في مؤشر SP500، بينما كان أداء أسهم الشركات الصغيرة أقل من أداء أسهم الشركات الكبيرة نسبيا. في الوقت نفسه، ارتفعت عوائد سندات الخزانة إلى أعلى مستوياتها في العام، حيث تجاوزت عائدات سندات الخزانة لأجل سنتين حاجز 5.0٪ وتوجهت نحو أعلى مستوياتها منذ عام 2007. وارتفع مؤشر التقلب VIX، المشار إليه غالبًا بمؤشر الخوف في وول ستريت، بنسبة تقارب 7٪ يوم الخميس، على الرغم من أن المؤشر لا يزال منخفضًا بأكثر من 25٪ في هذا العام.
تجاوزت جداول الرواتب الخاصة الصادرة عن ADP في الولايات المتحدة التوقعات بشكل كبير. فقد سجلت زيادة كبيرة في عدد الوظائف الخاصة في شهر يونيو، حيث تم إضافة 497 ألف وظيفة مقارنة بالتوقعات التي كانت تشير إلى إضافة 225 ألف وظيفة فقط. يُعد هذا الرقم هو الأعلى منذ أكثر من عام، وتأتي المكاسب الكبيرة من قطاعي الترفيه والضيافة.
بشكل عام، تسهم قطاعات الخدمات بشكل كبير في زيادة عدد الوظائف، حيث تمت إضافة 373,000 وظيفة في يونيو، في حين أضافت قطاعات إنتاج السلع 124,000 وظيفة. هذا يتوافق مع الاتجاه العام الذي يشير إلى أن قطاع الخدمات يقود النمو الاقتصادي في حين يتباطأ قطاع التصنيع.
كما ارتفعت مكاسب الأجور السنوية بنسبة 6.4٪ على أساس سنوي، مما يشير إلى استمرار تباطؤ وتيرة زيادة الأجور في القطاع الخاص. يأتي تقرير ADP قبل صدور تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة يوم الجمعة، ومن المتوقع أن يشير هذا التقرير إلى إضافة 225 ألف وظيفة غير زراعية وتباطؤ نمو الأجور قليلًا إلى 4.2٪ على أساس سنوي. من وجهة نظرنا، فإن مرونة سوق العمل دعمت زيادة وتيرة الاستهلاك، خاصة في قطاع الخدمات، ولكنها في الوقت نفسه أبقت على مستوى التضخم الأساسي مرتفعًا، وهذا قد يؤدي في النهاية إلى استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي في الاحتفاظ بأسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
ونظرًا لاستمرار القوة في سوق العمل والتوقعات برفع سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي مرة اخرى خلال شهر يوليو، مع فترة توقف مؤقتة ممتدة حتى منتصف عام 2024، فقد ارتفعت عوائد السندات الحكومية إلى أعلى مستوياتها. حيث تقترب عوائد السندات الأمريكية لأجل سنتين و10 سنوات من أعلى مستوياتها لهذا العام، إذ بلغت عائدات السندات لأجل سنتين حوالي 5.01٪ و10 سنوات عند حوالي 4.04٪. ارتفاع العائدات يمكن أن يضغط بشكل سلبي على أسواق الأسهم، خاصةً في القطاعات التي تتمتع بتقييمات عالية في السوق، حيث يتزايد معدل الخصم على التدفقات النقدية المستقبلية.