فشل اليورو من اختراق مستوى 1.07 دولار مرة أخرى بعد عدة محاولات منذ تسجيل الزوج لأدنى مستوى له في شهرين عند 1.0633 دولار التي وصل إليها في 31 مايو، بالرغم من تصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي لاجارد المتشددة وتأثيرها على السياسة النقدية المستقبلية.
أكدت لاجارد أن التضخم في منطقة اليورو لا يزال مرتفعًا للغاية، وأن هناك حاجة لمزيد من تشديد السياسة النقدية من قبل البنك المركزي الأوروبي. كما أشار باقي اعضاء البنك المركزي الاوروبي الآخرون مثل لويس دي جويندوس نائب الرئيس وفرانسوا فيليروي دي جالو محافظ بنك فرنسا إلى أن رفع أسعار الفائدة بدأ يؤثر على التضخم، ومن المتوقع أن تكون الزيادات المقبلة في أسعار الفائدة ضئيلة. وأشارت البيانات الصادرة يوم الخميس إلى تباطؤ كبير في الضغوط التضخمية في منطقة اليورو خلال شهر مايو، مما يدعم وجهة النظر بأن البنك المركزي الأوروبي قد يصل إلى ذروة أسعار الفائدة في سبتمبر بدلاً من ديسمبر كما كان متوقعًا.
بالنسبة للسوق الاوروبية، ارتفع مؤشر STOXX Europe 600 بشكل طفيف. واستعاد المؤشر الأوروبي خسائره بعدما أظهرت البيانات انخفاضاً في معدل التضخم في منطقة اليورو، بعد موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قانون يعلق الحد القانوني للإقتراض الحكومي. كما شهدت المؤشرات الرئيسية للأسهم تباينًا، حيث انخفض مؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة 0.26٪، وانخفض مؤشر CAC 40 الفرنسي بنسبة 0.66٪، في حين ارتفع مؤشر FTSE MIB الإيطالي بنسبة 1.33٪، وارتفع مؤشر DAX الألماني بنسبة 0.42٪.
مع تباطؤ معدل التضخم في منطقة اليورو، يحذر صانعو السياسة في البنك المركزي الأوروبي من عواقب رفع أسعار الفائدة على الاسواق. وانخفض معدل التضخم الرئيسي في منطقة اليورو إلى 6.1٪ سنويًا في مايو من 7.0٪ في أبريل، وهو أقل من توقعات المحللين. وأظهر المعدل الأساسي، الذي يستبعد تقلبات أسعار المواد الغذائية والوقود، نسبة 5.3٪، مرتفعا نسبيا عن الشهر السابق وأقل من التوقعات.
في خطابها، أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد أن التضخم لا يزال مرتفعًا للغاية ومن المتوقع أن يظل كذلك لفترة طويلة”. وأضافت أنهم رفعوا أسعار الفائدة بأسرع وتيرة على الإطلاق ولديهم خطة لزيادات مقيدة لأسعار الفائدة. وكشف محضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي في مايو أن معظم صانعي السياسة صوتوا لإبطاء وتيرة زيادات أسعار الفائدة، لكنهم أعربوا عن رغبتهم في تشديد السياسة النقدية.
وأظهر استطلاع للمفوضية الأوروبية أن الثقة في اقتصاد منطقة اليورو تراجعت إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر، حيث تأثرت المعنويات بركود الاقتصاد وارتفاع التضخم وأسعار الفائدة المرتفعة. كما تدهورت المعنويات بين المصنعين ومقدمي الخدمات وتجار التجزئة والمقاولين في مجال البناء، بينما بقي المستهلكون أقل تشاؤمًا وأصبحت لديهم ثقة أكبر في وضعهم المالي.