تُعد أسعار الفائدة عاملاً رئيسيًا في تحديد حركة الأسعار. فعندما ترفع البنوك المركزية أسعار الفائدة أو تخفضها، فإن التأثيرات تكون محسوسة في جميع الأسواق المالية تقريبًا، بداية من سوق الأسهم والسندات وصولاً إلى سوق العملات والسلع. تعرف على المزيد في دليلنا الإرشادي لأسعار الفائدة.
ما هو سعر الفائدة؟
سعر الفائدة هو تكلفة اقتراض المال. ويتم التعبير عنه كنسبة مئوية من إجمالي القرض – سواء كان ذلك نقدًا أو سلعًا أو ممتلكات. وهو أيضًا المبلغ المكتسب على الودائع في حساب التوفير.
فعند اقتراض المال، ستسدد المبلغ الأصلي – المبلغ الأساسي – بالإضافة إلى الفائدة. وهذا يعني أن الأموال المسددة أكبر من المبلغ المقترض.
ما الجهة التي تحدد أسعار الفائدة؟
يتم تحديد أسعار الفائدة من قِبل البنك المركزي للبلد.
على سبيل المثال، في المملكة المتحدة ، تعتمد أسعار الفائدة على سعر الفائدة الأساسي لبنك إنجلترا. فمن خلال زيادة وخفض المعدلات التي يمكن أن تقترض بها البنوك الكبرى الأموال من بنك إنجلترا، يمكن للمؤسسة التأثير على المعدلات التي يتم تمريرها إلى المستهلكين والشركات.
وستحدد البنوك ومؤسسات البناء أسعار الفائدة الفردية على القروض بناءً على مجموعة متنوعة من العوامل، إلا أن العامل الرئيسي هو مخاطر التخلف عن السداد. فإذا كان من المحتمل جدًا أن لا يقوم المقترض بسداد القرض بالكامل، فإن سعر الفائدة سيكون أعلى.
كيف يؤثر التضخم على أسعار الفائدة؟
عادةً ما يكون للتضخم وأسعار الفائدة علاقة عكسية. عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة، يرتفع معدل التضخم – أي تزداد تكلفة السلع والخدمات. وعندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة، فمن المحتمل أن ينخفض معدل التضخم.
ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ أن هذه العلاقة تظل غير واضحة المعالم لأنه خلال الأزمات من الممكن رؤية أسعار فائدة منخفضة ومعدلات تضخم ضئيلة. وقد كان هذا هو الحال في ظل جائحة كوفيد-19.
وتتمثل الوظيفة الرئيسية للبنوك المركزية في إبقاء معدلات التضخم تحت السيطرة. ويكون لتلك البنوك هدف لمعدل التضخم تهدف إلى الالتزام به لتحفيز النمو دون التسبب في أن تصبح تكلفة المعيشة باهظة الثمن. وبالنسبة للجزء الأكبر، يبلغ هذا الهدف حوالي 2 إلى 3% تضخم سنويًا.
وتستخدم البنوك المركزية سعر الفائدة للتلاعب بمعدلات التضخم. ومن خلال رفع تكلفة الاقتراض أو خفضها، يمكن أن تؤثر على عادات الإنفاق لكل من الشركات والمستهلكين. دعونا نلقي نظرة على كل سيناريو.
ارتفاع أسعار الفائدة يؤثر على التضخم
عندما تزيد البنوك المركزية من السعر الأساسي، فإنها ترفع تكلفة الاقتراض مما يشجع البنوك على فرض المزيد من الرسوم على الشركات والمستهلكين لاقتراض الأموال. ولكنها تزيد أيضًا من مقدار الفائدة المدفوعة على حسابات الادخار، مما يشجع المستهلكين على الاحتفاظ برأس مالهم في البنوك.
وهذا من شأنه حفض مستويات الإنفاق في الاقتصاد، مما يتسبب في تباطؤ النمو الاقتصادي. سوف يتقلص حجم المعروض من النقود وينخفض الطلب على السلع الاستهلاكية – مما يؤثر بشكل سلبي على أرباح الشركات.
ويجب أن يؤدي انخفاض معدل الطلب، دون انخفاض في معدل العرض، إلى جعل السلع أرخص ثمناً وخفض التضخم.
تعرف على الأسواق التي يفضل التداول فيها عند ارتفاع معدلات التضخم.
انخفاض أسعار الفائدة يؤثر على التضخم
عندما تخفض البنوك المركزية السعر الأساسي، تنخفض أيضًا المعدلات إلى المستهلكين والشركات. وهذا يجعل الاحتفاظ بالمدخرات في الحسابات البنكية أقل فعالية من حيث التكلفة، ويجعل إنفاق الأموال والحصول على القروض أكثر فائدة.
كما يؤدي هذا إلى نمو الاقتصاد مع دخول المزيد من الأموال في التداول، وزيادة الطلب على السلع والخدمات، وزيادة الدخل لدى الشركات.
كلما زاد الطلب على السلع، دون الزيادة في العرض، زاد عدد الشركات التي يمكن أن تفرض عليها رسومًا. وهذا ما يُطلق عليه اسم “التضخم”. وبعض التضخم جيد، لكن الكثير منه يمكن أن يضر بالاقتصاد.
كيف تؤثر أسعار الفائدة على الأسواق المالية؟
تؤثر أسعار الفائدة على الاقتصاد والشركات والمستهلكين، لذا فإن الآثار محسوسة في الأسواق المالية.
لفهم تأثير أسعار الفائدة بشكل أفضل، سنقسم الأسواق المالية إلى أصول خالية من المخاطر وأصول خالية من المخاطر. وتنطوي جميع الأصول المالية على مستوى معين من المخاطرة، لذلك سنبتعد عن مصطلح “الأصول الخالية من المخاطر” ولكن بعضها ينطوي على مخاطر أكثر من غيرها عندما يتعلق الأمر بالتضخم وأسعار الفائدة.
- الأصول الخالية من المخاطر هي تلك الأصول التي من المؤكد بشكل معقول أنها ستستمر في تحقيق عوائد بغض النظر عن الظروف الاقتصادية. ومن الأمثلة على ذلك السندات والأوراق المالية وأذون الخزانة
- الأصول المعرضة للمخاطر هي تلك الأصول التي تشهد تقلبات كبيرة في الأسعار اعتمادًا على الدورات الاقتصادية. ومن الأمثلة على ذلك، الأسهم والسلع والعملات
أسعار الفائدة والتزامات الديون (السندات والأوراق المالية وأذون الخزانة)
عادةً ما يكون للسندات والتزامات الديون الأخرى علاقة عكسية مع أسعار الفائدة. وكلما طالت مدة السند، زادت حساسية التغيرات في أسعار الفائدة حيث يستغرق التأثر بالقرارات وقتًا أطول.
والسندات تدفع سعر فائدة ثابت للمستثمرين. فإذا انخفضت أسعار الفائدة، يصبح هذا السعر الثابت أكثر جاذبية للمستثمرين. ولكن كلما كان اقتراض الأموال أسهل، قل عدد الشركات والحكومات التي يتعين عليها الاعتماد على أسواق السندات، وبالتالي يمكنها تقديم إصدارات ديون منخفضة العائد. لذلك، على الرغم من ارتفاع الطلب على أدوات الدين – أي زيادة سعر السندات – فمن المرجح أن تنخفض العوائد.
وعلى العكس من ذلك، عندما ترتفع أسعار الفائدة، قد لا يكون السند خيارًا جذابًا مثل حفظ الأموال في حساب الادخار. ويعني الانخفاض في الطلب أن أسعار السندات عادةً ما تنخفض. وقد يتوقع مستثمرو السندات فذ يلك الوقت عائدًا أعلى مقابل المخاطرة المتزايدة.
أسعار الفائدة والأسهم
عادة ما يشعر المستثمرون بأي تغييرات في أسعار الفائدة بسرعة كبيرة، خاصةً مع صعود المضاربين الذين ينتظرون على وجه التحديد وصول الأخبار.
وعندما ترتفع أسعار الفائدة، تميل أسعار الأسهم إلى الانخفاض بسبب التأثير السلبي على الشركات. ووضع المستهلكون أموالهم في حسابات الادخار، بدلاً من الاستثمار في السلع والخدمات، يقلل من نمو الأرباح. وسيكون لدى الشركات في هذه الحالة القليل من الأرباح لتوزيعها على المستثمرين، وقد يكون لدى المضاربون نظرة أكثر سلبية على الاستثمار في الأسهم على المدى القصير.
على الجانب الآخر، يمكن أن تكون أسعار الفائدة المنخفضة أمرًا إيجابيًا بالنسبة للأسهم بسبب زيادة الإنفاق في الاقتصاد. وستنمو أرباح الشركة، مما يزيد من احتمالية توزيع الأرباح ونشأة الموقف الصعودي من كل من المستثمرين والمضاربين.
إن تأثير أسعار الفائدة على سوق الأسهم يخضع أيضًا إلى حد كبير للظروف الاقتصادية الحالية – لذا فإن السياق عاملاً بالغ الأهمية. وعندما يكون هناك خوف من حدوث انكماش اقتصادي، يمكن أن تكون أسعار الفائدة المنخفضة تأثير سلبي بالنسبة للأسهم.
على سبيل المثال، انخفض مؤشر داو جونز بشكل كبير في مارس 2020 عندما قرر الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة إلى ما يقرب من الصفر وسط ظهور جائحة كوفيد -19. على الرغم من أن أسعار الفائدة المنخفضة عادةً ما تحفز الاقتصاد، إلا أن إجراءات الإغلاق تعني هبوط أسعار الأسهم.
هل أنت مستعد للتداول في الأسهم؟ افتح حسابًا لتبدأ تداول الأسهم، أو تدرب أولاً في حساب تجريبي.
أسعار الفائدة والسلع
من الناحية التاريخية، العلاقة بين أسعار الفائدة والسلع أيضًا علاقة عكسية.
وأحد الأسباب الرئيسية وراء ذلك هو “تكلفة الترحيل”، وهو المصطلح المستخدم لوصف الرسوم الإضافية المرتبطة بامتلاك أحد الأصول.
وأشارت الأبحاث التي أجرتها جامعة هارفارد أنه عندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة، فإن تكلفة تخزين السلع ترتفع أيضًا. وهذا يجعل الشركات أقل رغبة في الاحتفاظ بالأصول على المدى الطويل، مما قد يقلل من حجم الطلب على السلع.
أضف إلى ذلك ميل المستثمرين إلى البحث عن عوائد أفضل في حسابات الادخار، بدلاً من الاحتفاظ بالذهب أو الفضة، فإن أسعار السلع تميل إلى الانخفاض.
لكن مع انخفاض أسعار الفائدة، تنخفض أيضًا تكلفة الاحتفاظ بالسلع. وتصبح الشركات أكثر استعدادًا لتخزين المواد الخام مرة أخرى، ويعود المستثمرون إلى الاستثمار في فئات الأصول الأكثر خطورة.
يمكنك تداول أسعار السلع المرتفعة والمنخفضة معنا. تعرف على تداول السلع أو افتح حسابًا للبدء.
أسعار الفائدة والفوركس
تُعد أسعار الفائدة المحرك الرئيسي لسوق الفوركس. كما تُعد الفائدة التي يحددها البنك المركزي للبلد من أكبر العوامل المحددة لقيمة العملة الوطنية. حيث إنها تؤثر على شعور متداولي الفوركس تجاه عملة بلد ما مقارنةً بعملة أخرى.
فعند تحديد حساب الادخار الذي تريد استخدامه، من المرجح أن تختار حسابًا كان يقدم لك معدل فائدة 2%، بدلاً من 1% فقط. والمبدأ هو نفسه بالنسبة للعملات.
فكلما ارتفع سعر الفائدة في الدولة، زادت احتمالية رفع قيمة عملتها. وذلك لأنه يتم تشجيع المزيد من الأطراف الدولية على إيداع أموالهم في بنوك الدولة لأنها تقدم فائدة أكبر. كما تزيد “الأموال الساخنة” من الطلب على عملة الدولة، مما يرفع قيمة العملة. وهذا يجعل الواردات أرخص بالعملة المحلية وأكثر تكلفة بالعملات الدولية.
استكشف ما هي أقوى عملة.
وعلى العكس من ذلك، يُنظر إلى البلد الذي ينخفض فيه معدل الفائدة على الأرجح على أنه من المرجح أن تكون عملته أضعف. ومع انخفاض تدفق رأس المال الأجنبي إلى البلاد، فإنه يضعف القوة الشرائية للعملة المحلية مما يجعل الواردات أغلى ثمناً والواردات أرخص.
وعادةً ما يشتري متداولو العملات الأجنبية عملة ذات معدل فائدة أعلى ويبيعون عملة بسعر فائدة أقل. وهذا ما يُعرف باسم “التداول بالمناقلة”. وتتم إضافة الفائدة المرتفعة المتراكمة على العملة التي اشتروها إلى أي أرباح.
تعرف على المزيد عن استراتيجيات سعر الفائدة على الفوركس.
ولكن في حين أن النمو الاقتصادي قد يستغرق سنوات حتى يتغير، فإن معنويات السوق قد تستغرق ثوانٍ معدودة. ولهذا السبب تعد إصدارات تقارير الاقتصاد الكلي – مثل مؤشر أسعار المستهلك – وإعلانات البنوك المركزية من أهم الأحداث التي يجب على متداولي الفوركس مراقبتها.
اكتشف كيف يؤثر مؤشر أسعار المستهلك على الفوركس.
فإذا كان هناك ارتفاع في سعر الفائدة، ترتفع قيمة العملة المحلية. وإذا كان هناك انخفاض، تنخفض قيمة العملة. لكن في بعض الأحيان تتفاجأ الأسواق، وكل الرهانات متوقفة.
ابدأ التداول في ارتفاع وانخفاض أسعار العملات الأجنبية معنا. افتح حسابًا أو تدرب من خلال حساب تجريبي.