شهدت أسواق الأسهم الأوروبية تراجعا يوم الخميس، حيث أثر تصاعد التوترات في الشرق الأوسط والمخاوف بشأن فترة طويلة من ارتفاع أسعار الفائدة على معنويات المستثمرين. وانخفض مؤشر داكس في فرانكفورت بنسبة 0.2%، وتراجع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 1.1%، وكلاهما وصل إلى أدنى مستوياته في سبعة أشهر.
وكان أحد المحركات الرئيسية في السوق هو بيانات العمل في الولايات المتحدة، والتي عززت فكرة أن اقتصادات أمريكا الشمالية والغربية تستعد لفترة طويلة من أسعار الفائدة المرتفعة. أد هذه البيانات إلى زيادة ضغوط البيع على السندات الحكومية وكان له تأثير مثبط على معنويات المخاطرة في أسواق الأسهم.
وكانت تقارير الأرباح أيضا في دائرة الضوء. حيث واجهت نستله انخفاضًا بنسبة 3.5٪ بعد أن جاءت مبيعاتها في الربع الثالث أقل من التوقعات. وفي الوقت نفسه، انخفض سهم رينو بنسبة 7.3% بعد إعلان أرباح مخيب للآمال، وانخفض سهم نوكيا بنسبة 6.5% حيث أجبرت الهوامش المنخفضة الشركة على الإعلان عن تخفيضات كبيرة في الوظائف. في المقابل، شهدت SAP ارتفاعًا بنسبة 5٪ على خلفية النتائج القوية، مما دفع مؤشر DAX للتفوق على المؤشرات الأوروبية الأخرى خلال الجلسة.
وفي المملكة المتحدة، انخفض مؤشر FTSE 100 بنحو 1% يوم الخميس، بعد خسارة بنسبة 1.1% في الجلسة السابقة. وكان تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وارتفاع عائدات السندات من العوامل المساهمة. اقترب العائد على سندات الحكومة البريطانية لأجل 10 سنوات من 4.7%، مسجلاً أعلى مستوى له منذ 22 أغسطس. ويعود هذا الارتفاع في المقام الأول إلى قراءة مؤشر أسعار المستهلكين الأعلى من المتوقع والتي نُشرت يوم الأربعاء.
وفي تحركات خاصة بالشركة، تراجعت أسهم شركة Rentokil Primary بأكثر من 16%، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى توقعات تراجع الطلب في أمريكا الشمالية. على الرغم من أن الاستحواذ على Terminix شهد ارتفاعًا كبيرًا في الإيرادات العضوية، إلا أن الشركة سجلت زيادة متواضعة.
في المقابل، ذكرت مجموعة بورصة لندن أنها تسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهداف نمو الدخل لهذا العام، وأكدت ريلكس من جديد توقعاتها للعام بأكمله بعد أن شهدت نموًا أساسيًا في الإيرادات للأشهر التسعة الأولى من عام 2023.
أنهى مؤشر CAC 40 في فرنسا جلسة يوم الخميس بانخفاض بنسبة 0.64%، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ سبعة أشهر. وقد تأثر هذا الانخفاض بنتائج الشركات المختلطة، وارتفاع عائدات السندات الأمريكية، والتوترات المتزايدة في الشرق الأوسط.
واجهت شركة Technip Energies انخفاضًا كبيرًا بنسبة 13.6% بعد أن كشفت تقارير من صحيفة Le Monde أن الشركة أخرت خروجها من مصنع الغاز الطبيعي المسال 2 في القطب الشمالي الروسي لمدة شهرين بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا. واعتبر هذا بمثابة محاولة للتحايل على العقوبات الدولية المفروضة على روسيا. ومن بين الأسهم الفردية في مؤشر كاك 40، خسرت رينو 7.2% بسبب تباطؤ حجم مبيعات الشركة للربع الثالث مقارنة بالنصف الأول من العام. كما انخفض سهم Stellantis NV بمقدار 3.5، متأثرًا بمنافسته.
سجل بيرنود ريتشارد مكاسب بنسبة 4.7٪ بعد تعديل توقعات مبيعاته إلى أعلى للصين والولايات المتحدة، مشيرًا إلى التحسن في الاستهلاك الصيني في سبتمبر، مع استقرار الطلب على الكونياك.
وعلي صعيد البيانات سجلت مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة، باستثناء الوقود، زيادة بنسبة 0.6% على أساس شهري في أغسطس 2023، منتعشة من انخفاض بنسبة 1.4% في يوليو. التوافق مع توقعات السوق.
على صعيد الشركات، أعلنت شركة تصنيع معدات أشباه الموصلات ASML Holding NV عن أرباح للربع الثالث بلغت 1.9 مليار يورو، وذلك تمشيا مع توقعات الأسواق. ومع ذلك، أعربت الشركة عن توقعاتها بأن تظل مبيعات 2024 مستقرة نسبيا.
في المقابل، قامت شركة Whitbread بزيادة أرباحها وبدأت برنامج إعادة شراء الأسهم بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني حيث أعلنت عن توقعات أرباح أفضل من المتوقع.
وفي الوقت نفسه، توقعت شركة Barratt Developments استمرار عدم اليقين في توقعاتها السنوية بسبب الظروف الصعبة في سوق الرهن العقاري.
وفي نفس السياق، صعدت أسهم شركات السلع الفاخرة المنكشفة على الصين مثل إيرميس وريتشمونت بما يتراوح بين 0.2 بالمئة و0.8 بالمئة مدعومة ببيانات نمو أفضل من المتوقع في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقفز سهم شركة أديداس 4.7 بالمئة بعد أن رفعت شركة الملابس الرياضية توقعاتها للإيرادات وخفضت توقعات الخسائر لعام 2023.