الذهب يخترق حاجز ال 2000 دولار للأوقية ومؤشري ال SP500 والناسداك تتراجع لمنطقة التصحيح
في أسبوع مليء بعدم اليقين والتقلبات في الأسواق المالية، شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية تقلبات متباينة رغم تقارير الأرباح الفصلية الإيجابية والأداء الإيجابي للناتج المحلي الإجمالي. وسجلت مؤشرات ستاندرد آند بورز 500 وناسداك ومؤشر داو جونز الصناعي تراجعات كبيرة تجاوزت 2%، مما أثار مخاوف الأسواق. وفيما يلي لمحة عامة عن تطورات الأسواق والأحداث الاقتصادية المهمة خلال الأسبوع الماضي.
تحديات سوق الأسهم الأمريكية
شهد الأسبوع الماضي أداءً متباينا في وول ستريت، حيث سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أسبوعه السلبي السادس منذ ثمانية أسابيع. وتراجع كل من مؤشر ناسداك وستاندرد آند بورز 500 إلى منطقة التصحيح، حيث انخفض مؤشر ناسداك بأكثر من 10% من أعلى مستوى سجله مؤخرا في 19 يوليو، بينما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة مماثلة أسفل مستوى الذروة التي وصل إليها في 31 يوليو. وقد جعلت هذه الانخفاضات المؤشرات تصل إلى أدنى مستوياتها منذ شهر مايو.
الناتج المحلي الأمريكي
على الرغم من تقلبات الأسواق، يظل الاقتصاد الأمريكي قويا ومرنا، مما يخفف من مخاوف الركود المحتمل. حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث بمعدل سنوي بلغ 4.9٪، متجاوزا التوقعات بحوالي 4.7٪. واستمر الإنفاق الاستهلاكي بقوة، مما يشكل تسارعا عن الزيادة بنسبة 2.1٪ التي شهدناها في الربع الثاني
تحديات موسم الأرباح
أظهر تقارير الأرباح الفصلية أن هناك تباينا في أداء الشركات المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500. فقد سجلت هذه الشركات انخفاضا في هوامش الأرباح للربع السابع على التوالي، مع انخفاض متوسط هامش صافي الربح إلى 11.6% مقارنة بـ 11.9% في نفس الربع من العام الماضي. وبلغت الهوامش أعلى مستوى لها عند 13.0% في الربع الثاني من عام 2021، مما يشير إلى التحديات المتواصلة للحفاظ على الربحية.
أداء أسهم الشركات الصغيرة
شهد مؤشر راسل 2000، الذي يتبع أسهم الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة، تراجعا إلى أدنى مستوى له منذ نحو ثلاث سنوات، وتحديدا منذ نوفمبر 2020. ومنذ اواخر شهر يوليو، شهد المؤشر انخفاضا بنسبة أكثر من 18٪، ومنذ بداية العام حتى الآن، انخفض بنسبة تقارب 6٪.
سوق السندات ومنحنى العائد
على الرغم من التقلبات الأخيرة في سوق السندات، شهدت السندات الحكومية استقرارا نسبيا. حيث انخفضت عوائد السندات لأجل عامين و10 سنوات و30 سنة بشكل طفيف خلال الأسبوع، واستقرت عند حوالي 5.00%. هذا الاتجاه يشير إلى ثبات منحنى العائد، الذي انقلب منذ يوليو 2022.
أداء العملات المشفرة
شهدت عملة البيتكوين، التي تعد أكثر العملات الرقمية تداولا، ارتفاعا للأسبوع الثاني على التوالي، حيث ارتفعت بنسبة تقارب 25% خلال هذه الفترة. ووصلت إلى أعلى مستوى لها منذ عام، لكنها تراجعت قليلا إلى حوالي 33800 دولار بنهاية الأسبوع.
وفي أخبار متفرقة
أعلن البنك المركزي الأوروبي عن قراره بالإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير عند نسبة 4.0%, عقب الزيادات العشر المتتالية لأسعار الفائدة سابقا.
وفي إشارة إلى الأوضاع في المملكة المتحدة، شهد معدل البطالة ارتفاعا إلى 4.2% خلال الأشهر الثلاثة حتى أغسطس، مقارنة بنسبة 4.0% التي سجلها في الفترة من مارس إلى مايو.
أما في يخص أسواق الأسهم اليابانية، فقد شهد مؤشر Nikkei 225 تراجعا بنسبة 0.86%، بينما بقي مؤشر TOPIX الأوسع مستقرا نسبيا.
وعلى صعيد الأسواق الصينية، ارتفعت الأسهم بفضل تحسن أرباح القطاع الصناعي، مما يشير إلى استقرار محتمل للاقتصاد. وقد ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 1.16%، وزاد مؤشر CSI 300 بنسبة 1.48%.
وفي تركيا، رفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي، وهو سعر مزاد إعادة الشراء لمدة أسبوع، من 30.0% إلى 35.0% لمكافحة التضخم المتزايد، في ظل تراجع الليرة التركية إلى مستويات قياسية.
وفي نفس السياق، شهدت أسعار الذهب ارتفاعا بنسبة 1.1% خلال الأسبوع، لتصل إلى 2006 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى لها منذ 16 مايو 2023.
من المقرر أن يشهد الأسبوع القادم المزيد من تقارير الأرباح الفصلية، بالإضافة إلى اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي سيختتم يوم الأربعاء، وتقرير الوظائف الشهري يوم الجمعة. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير، في حين سيقدم تقرير الوظائف نظرة مهمة على نمو الوظائف في أكتوبر مقارنة بالزيادة غير المتوقعة في سبتمبر.
وختاما، لا يزال المشهد المالي مضطربا، حيث تواجه أسواق الأسهم الأمريكية تحديات على الرغم من الأداء القوي للاقتصاد. وتواجه الأسواق العالمية أيضا تحديات متعددة، بدءا من قرارات البنوك المركزية بشأن السياسات وصولا إلى تقلبات في أسعار الصرف. من المتوقع أن يقدم الأسبوع المقبل نظرة أكثر وضوحا على مسار الاقتصاد، سواء في الولايات المتحدة أو في جميع أنحاء العالم.